زايد جرو ـ الرشيدية /,جديد انفو
إلغاء ذبح أضحية العيد كان قرارا حكيما، ورؤيا مولوية سديدة لاعتبارات عدة ،والمتجول في الأسواق يدرك مدى معاناة المغاربة مع غلاء اللحوم وتعدد الوسطاء والشناقة الذين ينتظرون الفرص، فبالقرار الحكيم فالأكيد أنه سيحافظ على القطيع بشكل مستدام، ولعل إطلاق عملية ترقيم إناث الماشية التي ستستهدف أزيد من 8 ملايين رأسا من الأغنام والماعز بحلول ماي 2026. ودعم المربين وتشجيعهم على عدم ذبح الإناث منها بتقديم دعم مباشر بقيمة 400 درهم عن كل رأس أنثى يتم ترقيمها ولم يتم ذبحها، كلها مؤشىرات لصالح الفلاحين و المغاربة عموما في المستقبل .
هي إجراءات، تشكل جزءا من برنامج شامل يمتد حتى نهاية سنة 2025 بغلاف مالي ناهز 3 ملايير درهم، بالإضافة إلى 3.2 مليار درهم أخرى مبرمجة لسنة 2026 كدعم مباشر للحفاظ على إناث الماشية والتي تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله للقطاع الفلاحي والعالم القروي.
كلها معطيات ومبادرات قوية وعلى المغاربة أن يكونوا في مستوى الحدث و المبادرات، وباقتراب العيد وفي هذه الأيام القليلة المتبقية ستكثر الذبائح السرية وستزداد المناسبات والعقائق والإعذارات التي هي في غير ما وضعت له في الأصل لايجاد مبرر لاقتناء الذبائح تحت مبرر العادات .
الغريب في هذا البلد ان البناء العمراني يأتيه البلاء من الاسفل، والذي يشتكي ويكثر من البكاء والنواح هو من يبحث عن الفرجة المفتعلة. من اجل عادات ستصبح مع الجيل الجديد جزءا من الماضي، وسيطويها النسيان او التناسي.. فما فائدة ان يتلوى المرء مختبئا بين الزوايا او يكتم صوت الشاة او يدخلها ليلا للبيت من اجل الذبح،وما فائدة ان تقبل على الجزار لتشتري الكيلوغرامات من اللحم من اجل كنزه خوفا من الخوف، والحقيقة أن معظم شعبنا لا يستحيي من نفسه ومن نفاقه ومن كذبه بالوجه ' القاسح '، وعلى الجيران أن يبلغوا بهذه الطينة الفاسدة العفنة والمتعفنة والعاصية، التي تعرقل التنمية، وعلى السلطة أن تشغل كل عيونها، وتستعمل طائرات درون للحد من التسيب والفوضى المفتعلة، وعلى المواطنين أن يكونوا في مستوى القرارات التي تتخذها الحكومة لصالحهم في مثل هذه المناسبات.